الخميس, مارس 27, 2008
أختتمت في الجامعة العربية الأمريكية في جنين فعاليات المؤتمر الوطني الثاني للمرأة الفلسطينية الذي عقدته دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة تحت رعاية الرئيس محمود عباس وبتمويل من بنك الاردن.
وكانت جلسات اليوم الثاني والختامية قد بدأت بالجلسة الاولى التي ادارها الدكتور عادل يحيى وتناولت دور المرأة في عملية التنمية، تحدثت فيها بداية الدكتور سلوى هديب وكيلة وزارة شؤون المرأة حيث قدمت نبذة عن الوزارة من التأسيس والمرجعيات والرسالة والمهمة، اضافة الى الخطة الاستراتيجية التي تهدف الى تفعيل مشاركة المرأة السياسية ورفع حصتها في سوق العمل والحد من ظاهرة العنف الاسري ورفع الوعي المجتمعي بالحقوق وتوفير المعلومات والبيانات الخاصة بالعنف الاسري، كما استعرضت مجموعة من الاحصاءات والنسب المئوية لمشاركة المرأة السياسية وفي سوق العمل والتعليم.
من جانبه قال الدكتور سامر الاحمد مدير الاغاثة الزراعية في شمال الضفة الغربية أن المرأة تلعب دوراً رئيسياً ومهماً في القطاع الزراعي، ولكن تنمية المرأة الريفية هو واقع مرير، وذلك لاستغلال النساء الريفيات لتنفيذ برامج وأجندات مختلفة سواء من الممولين او من المؤسسات، ولعدم اشراكهن في تحديد احتياجاتهن، فالمشاريع تنفذ من أجل تمرير المشروع والتمويل وليس من أجل المشاركة في عملية التنمية الشاملة المستدامة، واشار الى مشكلة عدم وجود مرجعيات للعمل مع المرأة في الريف، وغياب المهنية في العمل، ودعى الى عدم تكرار المشاريع والعمل على رفع مستوى المرأة الريفية اقتصادياً.
كما تحدث الدكتور أيمن يوسف استاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية قائلاً أنه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بدون المشاركة السياسية للمرأة ونفعيل كل القطاعات الانتاجية، واشار الى العامل الديمغرافي حيث لا تتوافق نسبة النساء في المجتمع مع حصتها في الوظائف والمراكز العمومية والخاصة، كما قال أن عدم اكتمال النظام السياسي الفلسطيني انعكس على وضع المرأة اضافة الى العلاقة الخفية والغير واضحة ما بين السياسي والاجتماعي، والصراع ما بين الوطني والعالمي فالاجندات التي تدعم المرأة تكون دائماً خارجية وفي أغلب الاحيان لا تتوافق مع المجتمع الفلسطيني.
وتحدثت رولا جاد الله المحاضرة في الجامعة العربية الأمريكية عن دور المراكز النسوية قائلة أن أهمية دور المرأة في التنمية تنبع من الشراكة بين الرجل والمرأة ومن تمتع المرأة بحقوقها، وذلك كون التنمية عملية متداخلة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، كما ربطت مفهوم المشاركة بالتنمية والتمكين وتحقيق الذات، واستعرضت الاهداف التي انشئت من أجلها المراكز النسوية، اضافة الى عدد من المشاريع المقترحة لتفعيل دور المرأة الريفية، والمشاكل التي تواجه المراكز النسوية.
أما ريما دراغمة مديرة التربية والتعليم في قباطية، فقد تحدثت عن دور المرأة في عملية التنمية التعليمية مستعرضة المراحل التاريخية لعملية التعليم عند المرأة منذ النكبة ولغاية الآن، والآثار التي نتجت على الواقع التعليمي عند المرأة نتيجة لتلك المراحل، كما اشارت الى الضغوط التي تتعرض لها المرأة من أجل اجبارها على العمل فقط في قطاع التعليم المدرسي، كما تناولت نسب توزيع الذكور والاناث في المدارس والجامعات الفلسطينية، حيث تمثل الاناث النسبة الأكبر مع وجود خلل في توزيعهن على التخصصات المختلفة وخصوصاً في مجالات الهندسة والتكنولوجيا.
وتناولت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور ايمن يوسف محور التطور التاريخي لدور المرأة الفلسطينية، تحدث فيها قيس عبد الكريم عضو المجلس التشريعي الذي قال أن المرأة الفلسطينية عانت من اجحاف تاريخي بحق دورها في المجتمع وخصوصاً في عملية المشاركة في صنع القرار، وهذا ظلم موروث من الأنظمة الاجتماعية التي تنال من مكانتها المتساوية مع الرجل في مختلف المجالات، وأشار الى أن حصول المرأة على كافة حقوقها في المجتمع بحاجة لعملية نضال وتغيير اجتماعي على كافة المستويات وتغيير القيم حول مكانة المرأة، اضافة الى أنه لا يمكن الحديث عن الديمقراطية في وضع يعاني منه نصف المجتمع من التمييز.
اما ربيحة ذياب عضو المجلس التشريعي فقالت ان الحركة النسوية الفلسطينية موجودة من عشرينيات القرن الماضي، حيث ظهرت العديد من النساء البارزات في العمل النسوي في كل المناطق الفلسطينية من خلال القيام بأدوار سياسية واجتماعية، وفي خارج الوطن أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية ومعها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي يمثل ذراعها النسوي، وفي الداخل عملت الجمعيات بكل جهد وقوة على الرغم من عدم الانتشار الواسع، ليبدأ بعدها تشكيل الأطر النسوية للفصائل الفلسطينية من اجل المشاركة في السياسة والنضال.
ومن جانبها قالت امل خريشة مديرة الجمعية العاملة للتنمية، أن الانتفاضة الاولى رسمت ملامح جديدة للعمل النسوي بالبعدين الاجتماعي والسياسي، وبلورت هوية فلسطينية حول النوع الاجتماعي والمساواة نتيجة لانخراط المرأة في النضال وليس نتيجة عملية اكاديمية، وذلك بسبب عزوف الاكاديميين عن الانخراط في الاحزاب والتنظيمات، واشارت الى أنه نتيجة لتراجع الاحزاب وعدم وجود الارادة السياسية تراجع دور المرأة في المجتمع الفلسطيني.
أما الدكتورة نجاة ابو بكر عضو المجلس التشريعي فقالت أن المراة الفلسطينية بدأت باطلالة مبكرة على الوضع السياسي الفلسطيني الا أنها كانت مرتبطة بالجانب الاجتماعي والمعيشي، وقالت أيضاً أن المرأة شاركت في كل الثورات الفلسطينية وقدمت الشهيدات، واشارت الى أن المراة الفلسطينية المقهورة تمثل مشروع انتصار فلسطيني، وهي قائدة في المشروع السياسي والمشروع الانساني.
من جانبها قالت روان النتشة مديرة برنامج المرأة في اليونيسكو أن النساء دائماً الأصلب والأقوى كمقاتلات مستعرضة عدد من التجارب الدولية النسائية في الثورات كتجربة اقليم الباسك وحركة ايتا، وسيدات الحركة الجمهورية الايرلندية، كما تحدثت عن برنامج المرأة في اليونيسكو من حيث طبيعة العمل والانشطة التي ينفذها.
كما تحدث الدكتور عبد الستار قاسم حول ولاية المرأة في الفكر الاسلامي، قائلاً أن هناك ثلاث حلقات هي العقيد والفكر الاسلامي والفقه الاسلامي، وأكد على انه لا يوجد في الاسلام تفريق بين المرأة والرجل وان هناك تمييز فقط بالتركيب الفسيولوجي، وهو لا يعطي تفضيل احد على آخر بل هو تكاملي، فالرجل والانثى من نفس واحدة، ودعى الى عدم تطويع المسألة الدينية لتتناسب مع المسائل الاجتماعية.
وتناولت الجلسة الثالثة والختامية التي راسها الدكتور عبد الستار قاسم محور المرأة في الرواية والاعلام، وتحدث فيها الدكتور عباس المصري الاستاذ في كلية العلوم والآداب، قائلاً أنه لا يمكن تناول موضوع المرأة بمعزل عن التاريخ حيث شكلت بداية الحضارة الانسانية، ولها باع طويل في العمل البيتي والاجتماعي والاقتصادي، فقد ساهمت في مجالات كثيرة، وأشار الى أنه يجب أن تؤخذ معايير حقوق المرأة والرجل بمقياس الافعال التي يقدمونها، وعبر عن أسفه كون المناداة بالمساواة تبقى دائماً على المنابر، ولا يتم التعامل معها بطريقة عملية.
كما تحدثت هبة عساف الموظفة في مكتب وزارة الاعلام في جنين حول صورة المرأة في الاعلام الفلسطيني، حيث أشارت الى أنها صورة نمطية محصورة بكونها الثكلى والأسيرة وأم الشهيد والجريح، ولم يخصص المساحات المطلوبة لاظهار نجاحها في المجالات الاخرى من الحياة، كما أشارت الى غياب استراتيجية اعلامية لدعم الحركات النسوية والمرأة الفلسطينية في سعيهن للوصول الى حقوقهن.
من جانبه استعرض الدكتور وليد الشرفا استاذ الاعلام والادب في جامعة بيرزيت عدد من النماذج التي تمثل حقبات زمنية وحضارات مختلفة التي تناولت المرأة في الروايات والأساطير، اضافة الى نماذج من النصوص العربية والفلسطينية ونظرتها للمرأة وقضايا الثواب والعقاب.
كما دعت فرحة ابو الهيجا مديرة شبكة راديو وتلفزيون فرح في جنين في مداخلتها المرأة الى أن تقوم المرأة نفسها بدور أكبر وبضغط أكبر من أجل المشاركة بدور فاعل في الاعلام الفسطيني، وانتقدت النظرة التي تحصر دور المرأة الاعلامية في قضايا المرأة فقط، لأن المرأة الاعلامية الفلسطينية اثبتت نفسها في كل المجالات الاعلامية حتى الأكثر خطورة منها، ودعت الى تطوير قدرات العاملين في الاعلام من أجل فهم واستيعاب المفاهيم الجديدة والمعاصرة.