استضاف مركز السياسات ودراسات حل الصراع -الجامعة العربية الامريكية - رام الله، الدكتور ابراهيم فريحات المتخصص والباحث في العديد من النزاعات الدولية، ورئيس برنامج ماجستير - إدارة النزاعات والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا وجامعة جورج تاون. قدم د. فريحات في محاضرته لطلبة برنامج "حل الصراعات والتنمية " ضمن مساق اسرائيل والعالم الخارجي" الذي يقدمه الاستاذ الدكتور ايمن يوسف سرداً للتطور التاريخي للعلاقات التي تربط دول العربية ودول الشرق الاوسط المحيطة بدولة الاحتلال بدءً من مؤتمر الخرطوم 1969 بلاءاته الثلاث وصولاً الى صفقة القرن.
خلال قراءته وتحليله للواقع السياسي الحالي للقضية الفلسطينية ضمن المعادلة الإقليمية والتوجهات السياسية، أكد فريحات أن التحالفات الإقليمية قائمة على سياسة المحاور وموقف هذه المحاور من القضايا الرئيسية الفاعلة في السياسة الإقليمية وأهمها القضية الفلسطينية، تاريخياً كان هناك محور الممانعة الذي يضم الدول التي لديها موقف متشدد ضد اسرائيل ومحور معتدل ضم الدول الاكثر براغماتية في موقفها من دولة الاحتلال، ومع صعود ثورات الربيع العربي اختلفت هذه المحاور لتأخذ أبعادا أخرى لها علاقة بمواقف هذه الدول من تنامي ظاهرة الارهاب وظهور العديد من الاحزاب الراديكالية في العالم العربي، واعتبر د. فريحات أن العالم العربي في الوقت الراهن ينقسم الى أربعة محاور هي ( قوى الثورة والتغيير ، الممانعة - سوريا وإيران ، محور تركيا وقطر بالإضافة إلى محور السعودية والإمارات ).
وفي ظل حديثه عن صفقة القرن اوضح فريحات أن إدارة ترامب الحالية هي حكومة اقتصادية هدفها جمع الأموال وتجنيدها لتنفيذ صفقة القرن التي حققت لإسرائيل ما لا يمكن تحقيقه بالمفاوضات، لافتا إلى أنها جاءت في إطار النهج الأحادي الذي تنتهجه إسرائيل حاليا كبناء جدار الفصل العنصري والاستيطان، وعدم عودة اللاجئين والاستيلاء على مدينة القدس.
أكد فريحات ان شرعية القضية الفلسطينية تنبع من عدالتها وقانونيتها وهي باقية بالرغم من كل العثرات والأزمات التي تمر بها في ظل التطورات الحالية وفي ظل تغيير ميزان القوى لصالح اسرائيل، وتصاعد الحرب الباردة بين إيران والسعودية إلا أن الأنظمة العربية لا-زالت تخشى شعوبها، في الحديث صراحة عن الموافقة على صفقة القرن، وأن هذا ما يبرر تسمية القمة العربية السابقة التي عقدت في الظهران بالسعودية بـ"قمة القدس"، مشيرا إلى أن العرب قد يختلفون في كيفية تسوية الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، لكنهم يتفقون دوما على القضية الفلسطينية.
طرحت العديد من الأسئلة من قبل الطلبة وفتح باب النقاش حول المحاور والمعسكرات التي تتفاعل داخل الإقليم العربي، والتغييرات المحتملة في إطار المحاور القائمة ومستقبل صفقة القرن وكيفية إعاقة تنفيذها.
وتأتي هذه الاستضافة ضمن سياسة مركز السياسات ودراسات وحل الصراع باستقطاب الكفاءات الاكاديمية للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال وإغناء تجربة الطلاب وزيادة المعرفة لديهم عبر التفاعل المباشر مع المتخصصين في هذا المجال.
وفي نهاية اللقاء، قامت السيدة رولا شهوان مديرة مركز السياسات وحل الصراع في الجامعة بشكر الأستاذ فريحات على الحضور المثري، وأعربت عن تطلعات المركز لمزيد من التعاون الأكاديمي والبحثي مع معهد الدوحة للدراسات العاليا.