قال رئيس الوزراء الفلسطيني الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله، "يسعدني ويشرفني ان اتواجد في رحاب الجامعة العربية الامريكية التي رأيناها وعلى نحو قياسي تكبر وتنمو وتتطور بل وتتحول الى احدى منارات العلم والمعرفة في فلسطين".
جاء ذلك خلال كلمة القاها في الاحتفال، الذي استضافته الجامعة العربية الامريكية، بإنجاز المناهج الفلسطينية تحت عنوان "إضافة نوعية وتجذير للهوية الوطنية" نظمته وزارة التربية والتعليم العالي، تحت رعاية رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله، حيث تم تكريم الكوادر الاكاديمية والإدارية ورواد واعمدة التربية والتعليم العالي الذين انجزوا المناهج الفلسطينية.
وبعد السلام الوطني وقراءة آيات من الذكر الحكيم، القى رئيس الجامعة العربية الامريكية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري كلمة افتتح بها الاحتفال الذي حضره رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الامريكية الدكتور يوسف عصفور، وأعضاء مجلس الإدارة، ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، ومحافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان، ومحافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب، والقائم بأعمال محافظ طوباس والاغوار الشمالية احمد الاسعد، وعدد من نواب المجلس التشريعي، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، واسرتي وزارة التربية والتعليم العالي والجامعة، وممثلي المؤسسات الحكومية والأمنية والأهلية والقطاع الخاص.
كلمة رئيس الجامعة
وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أبو زهري في كلمته "يسعدني ويثلج صدري أن ارحب بكم اجمل ترحيب، بهذا الحفل البهي، الذي يشكل أحد أروع جوانب الانجاز الفلسطيني، الذي قادته وزارة التربية والتعليم العالي، بإنتاج منهاج فلسطيني كامل، بأيد وعقول فلسطينية، بارك الله بكم وبإنجازكم"، وأضاف، "تمثل الجامعة العربية الامريكية أول تجربة ودور لاستثمار القطاع الخاص في التعليم العالي في فلسطين، بحيث اصبحت عنواناً للنجاح، وهو ما يشاهده ويلمسه كل زائر وطالب للعلم والبحث، وعلى الرغم من تصنيفها كجامعة خاصة، الا أنها على ارض الواقع تقوم باستغلال الفائض من الموازنة، لتطوير البرامج الاكاديمية ودعم البحث العلمي، وتطوير البنية التحتية والمختبرات واضافة مرافق جديدة، لتضاهي الجامعات العالمية، وهذا الأمر نتيجة لنظرة مجلس الادارة والمساهمين الوطنية، المتمثلة ببناء الوطن والمواطن، وتنمية الانسان الفلسطيني".
وتابع حديثه قائلا، "وهو ما نتج عنه ايضاً تعزيز الاستثمار في محيط الجامعة، والتي بلغت قيمتها أضعاف الاستثمار بالجامعة، وتوفير فرص عمل لما يزيد عن ثلاثة الاف فرصة، سواء داخل الجامعة أو في محيطها، فأصبحت هذه المنطقة عنواناً للجذب العلمي والاستثماري، بعد أن كانت مهمشة"، وأوضح ان الجامعة تعمل على تشجيع النشر العلمي لباحثيها في المجلات العالمية المحكمة، والتي لها معامل تأثير، وتخصص لهم الدعم المالي اللازم، وخصصت لتشجيع البحث العلمي العديد من الجوائز، اضافة الى تطبيق نظام الابتعاث في مجالات متعددة، لتغطية النقص في الكوادر الاكاديمية في هذه المجالات، والاعتماد على العلماء الفلسطينيين.
ووجه حديثه الى رئيس الوزراء قائلا، " ان عهدكم يا دكتور رامي في ترأس مجلس الوزراء، يمثل فرصة ذهبية لقطاع التعليم العالي في فلسطين، علينا جميعا استغلالها، في البناء السليم لجامعاتنا وتطويرها وتطوير برامجها، وذلك لخبرتكم المشهود لها، ونظرتكم السديدة في القطاع الحيوي والاساسي في فلسطين".
كلمة وزير التربية والتعليم العالي
بدوره شكر وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم المعلمين الفلسطينيين الذين كتبوا منهاجا فلسطينيا في زمن قصير واستطاعوا من خلال انجازهم تحقيق الهدف والغاية حيث قال، " ننحني احتراما امام المعلم الفلسطيني ونقول بملء الفم شكرا للسواعد الابية التي كتبت في صفر طالبنا الفلسطيني ملحمة جديدة من ملاحم النضال والاصالة والصمود، شكرا للذين كتبوا منهاجا في زمن قياسي لم يتعدى عامين من العمل بإصرار وعزيمة رغم كل الانواء والخطوط".
وأضاف، "لا يتسع الوقت لطول الكلام لكنني وجدت عبر هذا المنبر باسم وزارة التربية والتعليم العالي قاطبة شكرا لكم من القلب، لأنكم حافظتم على الراية، ولان يراع الطفل الفلسطيني لن يكتب الا قصيدة النضال ولان التعليم لن يكون الا تحريرا"، واستهجن ما كتب في مقال نشر في احدى الصحف العبرية الذي اشار ان التعليم العربي في القدس ضعيف وان الاحتلال قدم 500 مليون شيكل لتطوير التعليم في القدس، متسائلا لماذا جاء هذا المقال في الوقت الذي اعلن عن بدء العام الدراسي في المدارس الفلسطينية والذي اطلق عليه عام التعليم في القدس، مؤكدا على ان الشعب الفلسطيني لن يركع، وشعب ضميره حي لا يمكن ان ينكسر، موجها التحية لأهل القدس وللمعلمين والمعلمات والاسرة التربوية كافة، ولكل من يعمل على الرقي بالتعليم والنهوض به.
كلمة دولة رئيس الوزراء
من جانبه قال رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله، "نحتفل اليوم بحدثين مترابطين هامين، هما، افتتاح العام الدراسي في الضفة وغزة والقدس، وفي مدارسنا الثلاث في قطر ورومانيا وبلغاريا، وفي مدارس الاونروا في الوطن والشتات، تجسيدا لوحدة وكفاءة نظامنا التعليمي وانطلاقا من مسؤوليتنا في توفير تعليم نوعي وآمن بتجاوز العقبات أيا كانت"، وأضاف قائلا، "اما الحدث الثاني والابرز هو استكمال المناهج الفلسطينية التي شاركتم فيها جميعا بخبراتكم وطموحاتكم لنصنع منها مناهج وطنية وعصرية تفاعلية تستجيب للتحديات، كما للتطورات العالمية المتلاحقة في مجالات التعليم والتعلم".
وتابع يقول، "يحق لنا جميعا ان نفخر بهذا الإنجاز، فهو يلخص تجربة شعب مقاوم ذكي يرزح تحت الاحتلال لكنه قادر على توظيف خبراته ليصنع ويبني بلاده ويطور بناها وانظمتها وقطاعاتها"، وأوضح ان الهدف من إطلاق المناهج الفلسطينية هو النهوض بقدرات ومهارات بنات وأبناء فلسطين، وتكريس واقع يحفز وعيهم وانتماءهم الوطني، وقد تم كل هذا بحراك وطني ومجتمعي مسؤول، وفق رؤية للجنة الوطنية العليا لإصلاح نظام التعليم في فلسطين.
وأشار الأستاذ الدكتور الحمد الله انه تم اعداد جميع المقررات الدراسية للصفوف من الأول الى الثاني عشر في المسار الاكاديمي، ودمج والحاق المسار المهني للصفوف من السابع الى التاسع بواقع ثلاث مهن لكل صف، كما تم اعداد الكتب الداعمة لتعميق الوعي الوطني، وادراج اربع كتب خاصة للبرمجة، ومقررا للتربية المسيحية للصف الثاني عشر ليكون ضمن امتحان انجاز، وتم تحديد متطلبات المنهاج من حيث الأدوات والأجهزة والمختبرات والتقنيات، وتم تعزيز هذا في اعتماد التقويم واستقبال الملاحظات، وسيتم إبقاء المجال مفتوحا لأية تعديلات وتطويرات لاحقة.
وبين ان هذا العام تم تدشين اهم الإجراءات التي تترجم العزيمة في تطوير منظومة التربية والتعليم برمتها للوصول الى اعلى المعايير والاهداف الوطنية حيث تم اطلاق نظام الثانوية العامة "انجاز"، وتم تحديد مساحة اكبر للنشاطات الحرة اللامنهجية، وتزايد عدد مدارس التعليم الذكي، وافتتاح 18 مدرسة، وتوسيع القائم من المدارس وتطوير بنيتها التحتية، وافتتاح 59 صفا تمهيديا في المدارس الحكومية، واما في التعليم العالي أشار الى العمل على تطوير المخرجات لتتلاءم مع الحاجات المجتمعية والوطنية ومع التطورات العالمية باعتماد وترخيص تخصصات جديدة، ومنع تضخم وازدواجية بعض البرامج الاكاديمية لزيادة فرص النفاذ لسوق العمل المحلية والدولية، موضحا انه تم العمل على إعادة تشكيل مجلس التعليم العالي لضمان اكبر واشمل تمثيل من كافة القطاعات.
وتطرق الأستاذ الدكتور الحمد الله الى الشراكة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والدولي لدعم التعليم في القدس وحماية مؤسساته التربوية، وصون المنهاج الفلسطيني كرافعة أساسية للتصدي لمحاولات اقتلاعها وتهويدها وتهجير أهلها، مشيرا الى توسيع وبناء مدارس التحدي والصمود في المناطق المهددة والمهمشة من الجدار والاستيطان، حيث تم افتتاح مدرسة التحدي رقم 10 في منطقة بزيق في محافظة طوباس والاغوار الشمالية.
واكد على ان استكمال المناهج الفلسطينية انما يعد محطة هامة في سلسلة عمل متواصل وغني بالتحديات كما في الآمال، للنهوض بجودة ونوعية التعليم ابتداء من رياض الأطفال وحتى مؤسسات التعليم العالي، ووجه الشكر الى الدول والجهات المانحة التي تساهم في دعم استمرارية خدمات الاونروا وخاصة التعليمية منها وتمكينها من مواجهة الازمة الخانقة التي تعترضها، جراء استمرار الابتزاز والتهديد الأمريكي، مناشدا دول العالم الى الالتفات الى ما يجري على ارضنا من صراع محتدم، وطالبهم باتخاذ خطوات رادعة لمواجهة تهديدات الإدارة الامريكية التي تعطي الشرعية للاحتلال، وتزج المنطقة باسرها الى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وأضاف قائلا، "ان موقف الرئيس محمود عباس واضح، لن نقبل بالالتفاف على القضية العادلة الوطنية، ولن نقبل تجاوزها، ولن نقايض على مواقفنا السياسية او حقوقنا الثابتة بالأموال والمساعدات، وستبقى قضية اللاجئين حيوية وعصب المشروع الوطني التحرري".
ودعا حركة حماس للاستجابة لمبادرة الرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة وتمكين الحكومة فعليا وبلا شروط، كي يتسنى العمل معا لطي الانقسام، وتوحيد العمل المؤسسي، ومواكبة المزيد من الإنجازات في قطاع التعليم وغيره، ولوضع العالم امام مسؤولياته المباشرة في انهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ووقف الاستيطان.
وتخلل الحفل تقديم أوركسترا وطنية، وقصائد، وعرض فيلم عن إنجازات الوزارة، وتكريم المساهمين في انجاز المناهج والمعلمين المشاركين في المنهاج من مختلف المحافظات.