عقدت كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الامريكية محاضرة لطلبة برنامج ماجستير حل الصراعات والتنمية، بعنوان هل تريد إسرائيل السلام، ضمن مساق قضايا أساسية في الصهيونية وإسرائيل، قدمها العضو العربي في الكنيست عن القائمة المشتركة النائب مسعود غنايم ممثلا عن الحركة الإسلامية، والسكرتير العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة منصور دهامشة.
وافتتح المحاضرة، نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الدولية، مدرس المساق الدكتور مفيد قسوم بالتأكيد على أهمية استضافة النواب العرب والشخصيات السياسية للالتقاء بالطلبة ومناقشة مواضيع الدراسة بشكل معمق والاستماع لمختلف وجهات النظر في قضايا البحث.
وخلال المحاضرة، تحدث النائب غنايم قائلا: مشروع إسرائيل قائم على تهويد الانسان والمكان، وعندما تتحدث عن السلام في صراع بين شعبين او أمتين او دولتين فإنك تتحدث عن المصالح وتوازن القوى، وهنا يجب ان نسأل أنفسنا السؤال التالي، لماذا تريد إسرائيل السلام؟ والاجابة على هذا السؤال هو ان إسرائيل لا تريد السلام فالقيادات الإسرائيلية تريد جني ثمار السلام دون ان تدفع أي ثمن في المقابل، وأكبر دليل على ذلك انها رفضت أفضل مقترح قدمه العرب والفلسطينيين لإنهاء الصراع والمتمثل في المبادرة العربية التي دعت الى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم بإقامة دولة في حدود العام 1967 مقابل اعتراف كامل وتطبيع كامل مع معظم الدول العربية بل مع جميعها.
وأضاف، نعم ما الذي يدفع إسرائيل للسعي من اجل السلام، وما هي مصلحة إسرائيل من تحقيق السلام، خاصة في ظل عدم الاكتراث الأمريكي والاوروبي بالضغط على إسرائيل لتحقيق السلام، وحالة التشرذم والأزمات التي تعيشها مختلف الدول العربية، والانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فالحالة الراهنة تدعو إسرائيل للهروب من كل متطلبات السلام، والتفكير فقط بالسياسة الاستعمارية العنصرية.
وختم النائب غنايم حديثة قائلا: لن يتحقق السلام ما دام في إسرائيل قيادات تحكم وتعتقد انها ليست محتلة لأرض وشعب، وان وجودهم شرعي، وان وجود الفلسطيني على الأرض غير شرعي.
وفي مداخلته قال السكرتير العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة منصور دهامشة: ان فكرة السلام مع إسرائيل هي فكرة سخيفة، ولم نسمع طيلة العشرين عاما الماضية سوى تصريحات فارغة المضمون بعيدة عن الواقع، والسلام مع إسرائيل لن يتحقق ما دامت المكاتب الحكومية الإسرائيلية والشاباك والموساد هم من يرسمون الخطوط العريضة للسياسة الإسرائيلية بغض النظر عن وجود رئيس الوزراء والحكومة والكنيست، فالشاباك والموساد هم من يعملون ليل نهار للمحافظة على دولة إسرائيل وامنها وتوسعها حتى لو كان الثمن دفع دماء إسرائيلية في سبيل تنفيذ سياسات استعمارية عنصرية.
وأضاف، ان نتنياهو انسان فاشي يحمل العداء لكل ما هو فلسطيني وعربي فالإعدامات الميدانية التي نراها الان في مختلف مدن فلسطين التاريخية تنفذ بأوامر مباشرة من مكتب نتنياهو، وأكبر دليل على ان إسرائيل لم تسعى يوما لتحقيق السلام في حال استثنينا كل ممارسات الاحتلال في الضفة وغزة وقرارات الاقصاء والتهميش والعنصرية في الداخل الفلسطيني، انه في احدى التصريحات ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو انه يريد تحقيق السلام والسير قدما بعملية السلام، ليخرج بعدها والده المؤرخ الإسرائيلي بن تسيون نتنياهو ويقول ان ابني بيبي نتنياهو كاذب.
واكد دهامشة انه منذ العام 1993 وحتى الان اثبتت جميع جلسات التفاوض مع الإسرائيليين انها كانت عبثية وتدور في حلقة مفرغة ليس لها أي معنى ولم تنجز شيء للشعب الفلسطيني، وان إسرائيل ارادت من المفاوضات غطاءً إعلاميا للسير قدما في تنفيذ مخططات التوسع والقتل، حيث انه في العام 1993 كان هناك 110 آلاف مستوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وأوضح انه وبعد سنوات عبثية من المفاوضات تضاعف العد لستة اضعاف حتى وصل عدد المستوطنين الى 650 ألف مستوطن في الضفة الغربية منهم 230 ألف في القدس وحدها.
وخلال المحاضرة دارت نقاشات وطرحت العديد من الأسئلة من الطلبة الحضور حول مصير عملية السلام مع إسرائيل، وما هي السيناريوهات في ظل الوضع الراهن، وارتباط إسرائيل بأمريكا، وتأثير الازمات العربية على القضية الفلسطينية، ومقومات تحقيق السلام.