Tuesday, July 22, 2008
صالح: نظام المنح في الجامعة يستفيد منه جميع طلبة الجامعة دون استثناء
تخصصات جديدة تطرحا الجامعة مع بداية العام الدراسي الجديد
حاوره عاطف أبو الرب
الجامعة العربية الأمريكية كائن، وكما كل الكائنات فإنها تنمو، ودورنا في رئاسة الجامعة ومؤسساتها، أن نرعى هذا الكائن ونوجهه الوجهة التي نطمح أن يصلها. من هنا فإن الجامعة وضمن سياستها التي تقوم على التميز، سوف تفتتح هذا العام تخصصات رائدة تغطي احتياجات السوق المحلي من الخريجين. هذا بعض ما قاله رئيس الجامعة العربية الأمريكية في جنين الدكتور عدلي صالح في مقابلة خص بها جريدة الحياة الجديدة.
الجامعة تدخل عامها التاسع، بماذا تختلف عما انطلقت به؟
صالح :
الجامعة كائن ، وكل كائن ينمو. ونحن في الجامعة العربية الأمريكية مجلس أمناء، ومجلس عمداء، ومجلس إدارة ورئاسة، نرعى هذا النمو ونوجهه ليحقق الأهداف التي وضعت له. فمن زار الجامعة قبل سنوات خلت، ويأتي اليوم يرى النمو والتطور في كل مرافق الجامعة. المباني زاد عددها وحجمها بشكل واضح، عدد الطلبة صار أكبر بكثير مما انطلقت به الجامعة، عدد التخصصات زادت لتلبي حاجة السوق، وكل هذا في إطار خطط وسعي الجامعة المتواصل لاستمرار الجامعة بنهجها المتميز، فالجامعة عندما انطلقت أخذت على عاتقها أن تقدم كل ما هو مميز للشعب الفلسطيني، وطلبة العلم.
هل تعتقد أن التميز في المباني والساحات، أم لدى الجامعة أمور أخرى تميز ما تقدمه؟
صالح :
صحيح أن المباني والمنشآت وملاءمتها لاحتياجات الطلبة والتطور أمر مهم، ويعتبر أحد مميزات الجامعة، لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد. فالجامعة عندما رفعت شعار التميز، وضعت في الحسبان كل متطلبات التميز، ويمكن إجمال تميزها فيما يلي:
أولاً من حيث التخصصات، فقد أخنا على عاتقنا أن نقدم التخصصات الحديثة التي تلبي حاجة السوق، ولم نحاول أن قلد ما هو موجود، فالجامعة لا بد أن تقدم إضافة نوعية لا كمية. ومن يتعرف على التخصصات التي تطرحها الجامعة، فمعظمها تخصصات تقنية، حتى التخصصات الأدبية، حاولنا أن نقدمها بصورة تقنية لأن العصر الحالي عصر التقنيات والكمبيوتر والتكنولوجيا.
الأمر الثاني من حيث التميز فهو سعي الجامعة للتعاقد مع نخبة من المدرسين والكفاءات العلمية التي من شأنها أن تساعد في تحقيق غايات الجامعة، فعلى سبيل المثال، حاولنا خلال السنوات الماضية، ورغم الظروف الأمنية السيئة أن نبقي على عدد من مدرسي اللغة الانجليزية الأجانب من أبناء اللغة، وذلك للأهمية تلقي اللغة من أصحابها. ولم يقتصر الأمر عند مدرسي اللغة الانجليزية، بل عملنا ولا زلنا نعمل على التعاقد مع عدد من الكفاءات العالية، من أجل أن نحافظ على مستوى مميز لخريج الجامعة العربية الأمريكية، حتى وإن كلفنا ذلك الكثير من الالتزامات.
ولم يقف الأمر عند هذا وذاك، بل عملنا ولا زلنا نعمل على بناء قاعدة تكنولوجية متقدمة تمكن الطالب والمدرس والعامل، من الاتصال بكل ما هو جديد في عالم الحاسوب والانترنت. فقد أقامت الجامعة العديد من مختبرات الحاسوب، ونشرته في كل مباني الجامعة، حتى توفر للجميع فرصة الاستفادة من خدمات الحاسوب. ولم يكتفي بهذا القدر، بل قمنا ببناء شبكة اتصالات لا سلكية داخل الجامعة، الأمر الذي يمكن كل من يحمل جهاز حاسوب شخصي، أن يستفيد من خدمات الانترنت بغض النظر عن مكان تواجده، وهذا أمر نعتز به، ونقدمه لطلبتنا وموظفينا.
ولن نطيل في هذا المجال، بل لا بد من الإشارة لقضية التواصل مع الجامعة، فكل معاملات الطالب تتم من خلال شبكة الانترنت، حيث يمكن الطالب أن يقوم بالتسجيل والسحب والإضافة، والتعرف على نتائجه وكل ما له علاقة بوضعه الأكاديمي من خلال الدخول لموقع الجامعة على شبكة الانترنت. وحتى المعاملات المالية، فإن بإمكان الطالب أن يقوم بدفع ما عليه من أقساط عبر مجموعة من البنوك، دون أن يكن بحاجة للوصول للجامعة، وهذا يوفر راحة ووقت للطلبة. وهذا لا يعني أن الطالب لا يمكنه التسجيل من خلال مكاتب التسجيل في الجامعة، بل على العكس الجامعة سخرت طاقماً مميزاً لخدمة الطلبة في التسجيل.
يقال أن الجامعة العربية الأمريكية هي جامعة الميسورين، هي وجدت لخدمة طبقة دون غيرها، ما هي سياسة الجامعة في هذا المجال؟
صالح:
البعض ممن لا يدركون حقيقة الجامعة، يعتبر أن اسم الأمريكية له مدلول على ارتفاع معدلات الأقساط وتكاليف الدراسة، في حين أن كلمة الأمريكية له علاقة بالمستوى الأكاديمي ومحاولة الجامعة اللحاق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي. أما من حيث تكاليف الدراسة، فهي وإن كانت أعلى بشكل بسيط من الأقساط في جامعات محلية ، إلا أنه يجب أن لا يغيب عن البال أن الجامعة العربية الأمريكية هي جامعة خاصة. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية هناك نظام إعفاءات ومنح لا يتوفر في أي جامعة فلسطينية.
ما هو هذا النظام، وبماذا يتميز، ومن المستفيد من نظام المنح الذي تتبناه الجامعة؟
صالح:
جيد، أولاً هناك نظام يستفيد منه جميع طلبة الجامعة دون استثناء، وهو نظام المنح المرتبط بمعدل الطالب في الثانوية العامة، حيث هناك نسبة إعفاء لكل طالب حصل على معدل 75% في الثانوية العامة، وتزيد نسبة الخصم كلما ارتفع معدل الطالب في الثانوية العامة. وبهذا فإن معظم طلبة الجامعة يستفيد من نظام المنح والإعفاءات. ولا يقف الأمر عند هذا فقد خصصت الجامعة 95 منحة تنافسية تضاف لمئات المنح التي يستفيد منه الطلبة الملتحقين في الجامعة، هذا إلى جانب منح الأول والثاني من الفرعين العلمي والأدبي في كل المحافظات الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس. وتضاف هذه المنح لعدة منح تخصص لأبناء الشهداء، ومنح أخرى تخصصها الجامعة بموجب لوائح تنظم توزيعها بصورة تضمن العدالة ومنح فرص متساوية أمام الطلبة للاستفادة مما تقدمه الجامعة.
عودة للتميز، لقد خرجت الجامعة خمسة أفواج على مدار السنوات الماضية، كيف استقبل سوق العمل خريج الجامعة العربية لأمريكية؟ وهل تعزز مكانة الخريجين المعايير التي تتبناها الجامعة ؟
صالح :
بعيداً عن العموميات، لقد أثبت خريج الجامعة العربية الأمريكية قدرته على المنافسة في سوق العمل. وذلك مثبت في الأرقام، فمثلاً حصة خريجي الجامعة العربية الأمريكية في وظائف التربية ولتعليم يزيد عن نسبة الخريجين مقارنة بمجموع الخريجين. حيث أنه وفي كل عام يحصل خريجو الجامعة على مكانة متقدمة في امتحان التربية، وهذا ما تثبته الوقائع، وليس نحن من نقول ذلك. كما أن خريجي الجامعة احتلوا مكانة مميزة في البنوك الفلسطينية، وكل ذلك ناتج عن ثقة المؤسسات المالية الفلسطينية بخريج العربية الأمريكية، وهذا مصدر اعتزاز لنا جميعاً. وبشكل عام ومن خلال المتابعة المتواصلة لوضع الخريجين، نتأكد أن خريج الجامعة الأمريكية قادر على تحقيق ذاته، وكسب ثقة المشغلين بغض النظر عن الجهة المشغلة، وهذا ليس صدفة بل ناتج عن خطط وبرامج مصاغة بصورة علمية دقيقة. وهذا التميز ناتج عن عدة أمور، فمن جهة الجامعة توفر للطالب برامج تعليمية مميزة، وهي توفر له فرصاً للتدريب العملي، وكذلك ترعى الجامعة العشرات من النشاطات التي من شأنها أن تكسب الطلبة مهارات قيادية مميزة، وكذلك تركيز الجامعة في برامجها المختلفة على مهارات اللغة الإنجليزية، وبرمجيات الحاسوب تعطي الخريج فرصة أفضل في المنافسة، هذا إلى جانب التربية الوطنية من خلال مساقات القضية الفلسطينية، وإحياء المناسبات الوطنية والقومية.
تطورت الجامعة ، وتحاول أن تطرح كل ما هو جديد، فما هو جديدكم على صعيد التخصصات؟
صالح :
كما هو معروف الجامعة لا تقف عند جد، وهذا مبدأ تؤمن بها مؤسسات الجامعة، فعلى مدار السنوات الماضية أضافت الجامعة تخصصات نوعية، منها على سبيل المثال تخصص هندسة الاتصالات، والآن تقوم الجامعة بجهود حثيثة لتحوير كلية تكنولوجيا المعلومات، لتصبح كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات. هذا مع العلم أننا لن نطرح تخصصات مماثلة لما هو موجود، وسنعمل على طرح التخصصات ذات العلاقة بالاتصالات والكمبيوتر، وذلك تلبية لحاجة السوق وتقديم مخرجات مميزة لا مكررة.
ولا يقف الأمر عن الهندسة، فقد حصلت الجامعة على موافقة وزارة التعليم العالي على تخصصات جديدة، وهذه التخصصات اللغة العربية والإعلام، وكذلك صحة البيئة والمجتمع. ولو أمعنت النظر في هذين التخصصين لتأكد لك وللآخرين أن افتتاح تخصصات لا يأتي من فراغ. فمثلا ً تخصص الإعلام واللغة، جاء نتيجة شعور عام بضعف المهارات اللغوية لدى العديد من الإعلاميين، ومن مراجعة ما تقدمه الجامعات ليس فلسطينياً، بل في المحيط تبين لنا أهمية أن يتم تقديم مهارات لغوية، ومهارات وعلوم إعلامية لطلبة الإعلام، وذلك أملاً في رفع كفاءة الإعلاميين. وكذلك تخصص صحة المجتمع من المجالات التي لها علاقة بالتنمية المجتمعية، وهذا تخصص غير موجود محلياً.
سمعنا عن خطط لإقامة كلية طب، هل بإمكان الجامعة المغامرة بافتتاح كلية طب في ظرفها الحالي؟
صالح:
أولاً الجامعة لا تغامر، فالجامعة تسير وفق خطط وبرامج ودراسات جدوى، تقدير احتياجات وفحص إمكانية نجاح أي مشروع، وكلية الطب هي إحدى المشاريع الطموحة التي تعمل الجامعة على إقامتها. ولكن كما قلت فإن الجامعة لا يمكنها أن تغامر بهكذا مشروع بدون أن يتأكد لها قدرتها على إنجازه. ولهذا فإن الجامعة تبحث عن شريك استراتيجي لإقامة مستشفى تخصصي تعليمي، وذلك قبل افتتاح كلية طب، وهناك جهود حثيثة في هذا المجال، ونأمل أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح. وعليه فإن مشروع كلية الطب مرهون بإقامة مستشفى تخصصي تعليمي.
وماذا بخصوص كلية طب الأسنان، هل لدى الجامعة توجه لافتتاح تخصصات داخل الكلية؟
صالح:
بموجب الإمكانيات المتوفرة محلياً فإن فرص افتتاح تخصصات داخل كلية طب الأسنان أمر صعب وغير ممكن الآن. فافتتاح تخصصات داخل الكلية يحتاج لكفاءات علمية وتجهيزات كبيرة جداً تفوق قدرة الجامعة. ولإفساح المجال أمام أطباء الأسنان للحصول على تخصص في طب الأسنان، نسعى لاعتماد نظام الإقامة في مركز طب الأسنان التخصصي، أسوة بنظام الإقامة في المستشفيات. حيث أننا نحاول من خلال مجلس الطب الفلسطيني أن جد صيغة يتم بموجبه اعتماد نظام الإقامة لسنوات في مركز طب الأسنان التخصصي في الجامعة، ويتقدم بعدها الطبيب لامتحان البورد الفلسطيني. ونأمل أن يتم التوافق على ذلك، وفي حال وافق مجلس الطب الفلسطيني على هذا التوجه فإننا سنوفر فرصاً لتخصص عدد من الأطباء سواء من خريجي الجامعة، أو من خارجها.
وماذا بخصوص المسؤولية الاجتماعية، حيث يقال أن الجامعة تدير ظهرها للمجتمع، وتضع نفسها في برج عاجي ماذا تقول بهذا الصدد؟
صالح:
لا غير صحيح، فالجامعة من خلال ما تقوم به من نشاطات، تبادر دائماً بخلق علاقات مع المجتمع المحلي سواء مؤسسات أو جماعات. وقد قطعت الجامعة شوطاً كبيراً في مجال خلق علاقات مع المجتمع المحلي. وعلى سبيل المثال فإن الجامعة عقدت اتفاقية مع بلدية جنين، يتم بموجبها نقل مركز التعليم المستمر من الجامعة إلى بلدية جنين، وذلك لإفساح المجال أمام أكبر عدد من القطاعات للاستفادة من خدمات المركز. وليس هذا فحسب فالجامعة تشارك في معظم الفعاليات التي تحدث في المحافظات الفلسطينية، وذلك بما تسمح به ظروف الجامعة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجامعة تنشط هذه الأيام لإعادة تفعيل العلاقة مع فلسطيني الداخل المحتل عام 1948. فقد قمت بزيارة عدد من المدن العربية في الداخل المحتل عام 1948، وذلك في إطار توجه لجذب عدد من الطلبة الراغبين في الدراسة من الداخل في الجامعة. وهنا فإننا على تواصل مع العديد من المؤسسات والفعاليات التي يمكن أن تساهم بتطوير هذه العلاقة. وبعد الزيارة الناجحة لمدينتي الناصرة وعكا واللقاءات التي عقدت مع قيادات عربية في الداخل، من المقرر أن نقوم بزيارات أخرى لمدينة أم الفحم وسنواصل زيارتنا مع المدن العربية في الداخل. ونضع على سلم أولوياتنا قضية مهمة وهي تطوير العلاقة مع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل.
علاقة الجامعات مع مراكز البحث العلمي والجامعات في مختلف دول العالم يحسب للجامعة، كيف تقيم علاقات العربية الأمريكية في هذا الإطار؟
صالح:
لن أطيل الحديث عن مجموع علاقات الجامعة في أوساط التعليم العالي، ومراكز البحث العلمي، ولكن سأشير لأحدث علاقة يجري العمل من خلالها لتوقيع توأمة مع جامعة المنار التونسية، حيث أنه ومن خلال علاقاتنا المميزة مع ممثل دولة تونس العربية، من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية توأمة بين الجامعة العربية الأمريكية وجامعة المنار التونسية، ولك في إطار قاعدة نؤمن بها، وهي أن المشاركة قيمة بالدرجة الأولى فالمشاركة مع الآخرين تأكيد على فهم ووعي وثقافة تؤمن بالآخرين، وتؤمن بالتعاون والتبادل العلمي والثقافي، ونأمل أن نتمكن من إنجاز العديد من الاتفاقيات. وهنا لا يمكنني إلا وأن أشير لوجود العديد من اتفاقيات التعاون مع جامعات ومراكز بحث في فلسطين وخارجها سواء في الوطن العربي وخارج الوطن العربي.
وختم صالح اللقاء بوعد أن تبقى الجامعة العربية الأمريكية على عهدها بمواصلة التميز، وأنها لن تتخلى عن انتمائها الفلسطيني، ولن تتخلى عن انحيازها لصالح العلم وحق التعليم، وتوفير فرص التعليم للفقراء.