ترتبط أهمية إيجاد برنامج ماجستير في الأدب والتواصل بين الثقافات بمغزى آخر يتعلق أساسا بالتلاقح الثقافي والعلاقة بين الثقافات المختلفة بغرض الفهم والتعايش والندية الثقافية، مما يستوجب التعرف على فنون التواصل من ناحية نظرية وتطبيقية. وان كانت مسألة التواصل الثقافي حيوية لكل الأمم والشعوب، فإنها تكتسب أهمية خاصة في فلسطين، وذلك لسببين رئيسيين: أولهما يتمثل في كثرة المنظمات الأهلية (المحلية والدولية) العاملة في فلسطين، وثانيهما هي خصوصية الوضع الفلسطيني حيث أن الدولة الناشئة تحتاج إلى كفاءات ومتخصصين لبناء مؤسسات الدولة ممن يمتلكون القدرة على التواصل مع الآخر وفهمه وكذالك ممن لهم القدرة على إيصال ثقافتنا وطريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الأحداث والأمور ذات العلاقة بالطريقة التي يفهمها الآخر وهذا يتحقق فقط من خلال فهمنا لثقافة الآخر وطريقة تفكيره وتعامله مع الأمور والأحداث، ومن هذه الرؤية جاءت فكرة طرح مثل هذا البرنامج.
وقد تم اعداد البرنامج بطريقة تؤهل الخريج وتصقل مهاراته العملية وتعزز قدراته البحثية وتحسن جودة الأداء، حيث يطرح البرنامج مساقات في الادب الغربي وأخرى تعنى بتعميق معرفة الطالب بالمقارنة الثقافية والحضارية وتشجيع التفاهم والتواصل بين الثقافات، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة. هذا وقد أعدت المقررات الدراسية لتقود الطالب في خطوات منهجية مبرمجة ومدروسة إلى درجة عالية من الكفاءة والتحصيل الأكاديمي.