مثل أستاذ القانون الدولي العام في كلية الحقوق في الجامعة الدكتور رزق سمودي دولة فلسطين كقاضي، في مسابقة المحكمة الصورية العالمية جيسوب، التي عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتعتبر المسابقة الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، حيث شارك فيها طلبة كليات الحقوق والقانون من 150 دولة في العالم.
وهذه اول مرة تشارك فيها فلسطين كقاضي في هذه المسابقة التي تعقد سنويا ومنذ أكثر من 100 عام.
ومسابقة المحكمة الصورية العالمية جيسوب هي عبارة عن محاكاة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، وهي اهم محكمة على مستوى العالم، يتم فيها طرح قضية معينة لأسماء دول افتراضية، والطلبة المشاركون فيها يتسابقون على فهم القضية وتحليلها قانونيا على المستوى الشفوي والكتابي وطرح أعمالهم على القضاة، وتنظم هذه المسابقة سنويا الجمعية الدولية لطلبة القانون الدولي في واشنطن، والتي اختارت الدكتور رزق سمودي ممثلا لدولة فلسطين.
وبارك رئيس الجامعة العربية الامريكية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري للدكتور رزق سمودي ولكلية الحقوق وللجامعة وفلسطين هذا الإنجاز، الذي يعبر عن المستوى الأكاديمي العالي لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، وحاز على ثقة المؤسسات الدولية، لتكون الجامعة العربية الامريكية رافعة لاسم فلسطين في المحافل الدولية.
وأكد أستاذ القانون الدولي العام في كلية الحقوق في الجامعة العربية الامريكية الدكتور رزق سمودي على أهمية الحدث بالنسبة لكليات الحقوق والقانون في العالم على أساس انه أكبر تجمع في التاريخ لهم من 150 دولة، مشيرا الى ان للحدث قيمة أكاديمية كبيرة للطلبة المشاركين، حيث يبرزون مهاراتهم الكتابية والشفوية في التحليل القانوني، واسقاط القانون على الوقائع، ويتعرفون على التحليل الدقيق للقواعد القانونية.
وأوضح قائلا ان هذه التجربة اضافت لي خبرة جديدة وتعرفت على أصدقاء جدد من اجناس وثقافات مختلفة وتوسعت لدي قنوات اتصال من دول مختلفة من العالم، كما تعرفت على الأنظمة القانونية في الدول المشاركة والتي تختلف من دولة الى أخرى، مشيرا الى انه سينقل ما استفاد منه في هذه المشاركة الى طلبته في كلية الحقوق من خلال محاضراته وتوجيههم الى مستقبل جيد وأفضل.
وأضاف، انا فخور بهذه المشاركة لأنه فعلا ولأول مرة في تاريخ هذه المسابقة تشارك فيها فلسطين كقاضي وليس كمتسابق، مشيرا الى ان هناك طلبة فلسطينيون شاركوا كمتسابقين في المحكمة الصورية، موضحا ان تمثيله لفلسطين في هذه المسابقة شكل نقلة نوعية للجامعة العربية الامريكية بشكل عام ولكلية الحقوق بشكل خاص، والتي أصبحت تعمل على المستوى الدولي، وأصبح اسم الجامعة يتردد على الخارطة، موجها شكره للجامعة التي قامت بتسهيل مهامه، والمشاركة وتمثيل دولة فلسطين في المحكمة الصورية.
وقال الدكتور سمودي انه قام كقاضي في المحكمة الصورية بخمس مرافعات تضم 10 دول من مختلف انحاء العالم وهي، الولايات المتحدة الامريكية، وفرنسا، وسنغافورا، واندونيسيا، وبريطانيا، ونيوزيلاندا، وأستراليا، والأرجنتين، واسبانيا، وماليزيا، مشيرا الى ان موضوع القضية التي رافع فيها تتكون من شقين في غاية الأهمية، القضية الأولى كانت حول الحق بالخصوصية في العصر الرقمي، اما الثانية فكانت حول موقف القانون الدولي من الهجمات الالكترونية، مؤكدا على أهمية الموضوعين لعدم وجود قواعد قانونية دولية واضحة بشأنهما وكانت هناك صعوبة امام الطلبة المشاركين لمرافعة القضيتين.
وأشار قائلا في ظل التطور التكنولوجي والوسائل الحديثة في الاتصالات نعيش في العصر الرقمي، وهناك إمكانية مراقبة الافراد من خلال الوسائل التكنولوجية المستحدثة من قبل الدولة وأجهزتها، وبالتالي نحن في فلسطين بحاجة لقوانين واضحة تحدد مدى قانونية هذا العمل وضوابط معينة بشأنه، ولا يوجد في فلسطين مثل هذه القوانين، مضيفا، وجود مثل هذه القوانين مهم في حياتنا اليومية المرتبطة بالتكنولوجيا، وبالتالي يضمن الشخص الحرية وحماية خصوصيته، مؤكدا على ضرورة ان تفكر دولة فلسطين في كيفية حماية الفرد من انتهاك خصوصيته في العصر الرقمي.
ودعا طلبته الى التفكير خارج الصندوق وعدم التقيد بالنهج التقليدي والتوجه نحو العمل الدبلوماسي، واكتساب مهارات تمكنهم من تعلم قضايا جديدة، والتعرف على الأنظمة القانونية في العالم، ومعرفة الجوانب القانونية التكنولوجية.
وأشار الدكتور سمودي، انه خلال زيارته لواشنطن، التقى مع مجموعه من القضاة في المحكمة العليا الامريكية ومجموعة أخرى من الدبلوماسيين من دول العالم، واخرين من وزارة الخارجية الامريكية تم في اللقاءات المنفصلة نقاش في مواضيع مختلفة
أبرزها تعريفهم بالجامعة العربية الامريكية وما تقدمه من برامج اكاديمية مختلفة وتخصصات نادرة وتم تعريفهم بكلية الحقوق والتي تخرج منها طلبة حازوا على مناصب مختلفة.