عقدت الجامعة العربية الأمريكية بالتعاون مع وزارة الاعلام ندوة سياسية بعنوان "المئوية الأولى لوعد بلفور الأسود"، بحضور وكيل وزارة الاعلام الدكتور محمود خليفة، ورئيس الحركة العربية للتغيير في الداخل الفلسطيني الدكتور احمد الطيبي، واستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأستاذ الدكتور ايمن يوسف، وعميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور مروان أبو الرب.
وافتتح الندوة، التي ادارها عبد الباسط خلف من مكتب وزارة الاعلام بطوباس، عميد كلية الآداب الدكتور أبو الرب بكلمة رحب فيها بالحضور، وأكد ان للجامعة دور ثقافي الى جانب الدور الأكاديمي، تأخذ على عاتقها نشر الوعي الثقافي، مشيرا الى أهمية هذه الندوة التي تتحدث عن وعد نتج عنه عدة كوارث للشعب الفلسطيني وأثر بشكل سلبي على قضيته العادلة.
من جانبه، أطلق رئيس الحركة العربية للتغيير في الداخل الفلسطيني الدكتور احمد الطيبي على وعد بلفور بالوعد الكولونيالي حيث تم التعامل مع الغالبية الفلسطينية بأنهم مجموعات غير يهودية في الوطن، وأوصى في كلمته امام الكونغرس بإعطاء الفلسطينيين حقوق مدنية وهذا قمة الظلم.
وتساءل، بعد 100 عام من وعد بلفور اين نحن وأين بريطانيا في الصراع العربي الإسرائيلي؟ موضحا ان بريطانيا مازالت مستمرة في تعاملها المجحف مع الشعب الفلسطيني وقضيته، فبريطانيا لم تعترف بعد بقرار انضمام فلسطين الى الأمم المتحدة، وكان عليها الاعتراف كنوع من الاعتذار على وعدها، بل احتفلت بالمئوية مع رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو وتفاخروا بهذا الظلم.
وأشار الدكتور الطيبي الى ان الراي العام البريطاني يختلف كليا عن رأي حكومته، فزعيم حزب العمال البريطاني رفض المشاركة في الاحتفال، كما أكد حزبه على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، موضحا الى وجود تطور إيجابي في السنوات الأخيرة في الراي العام البريطاني، وأوضح انه يتطلب منا كفلسطينيين بعد 100 عام على وعد بلفور اتخاذ خطوات عملية كالتحرك القضائي والدبلوماسي والشعبي بشكل واسع.
وأوضح، اننا امام حكومة إسرائيلية أكثر الحكومات تطرفا تسعى الى طرح سيل من القوانين العنصرية وأخطرها هو "قانون القومية" والذي يرفض ادخال كلمة مساواه في القانون، ونحن كعرب في الداخل الفلسطيني وخاصة أعضاء الكنيست نعترض على إقرار هذا القانون وهناك مواجهة عنيفة.
بدوره، قال وكيل وزارة الاعلام الدكتور محمود خليفة ان الاحتلال يجب ان يكون مكلفا وان الصمت لا مكان له عبر مسيرتنا النضالية، والحراك هو الفعل المتجدد عبر فعاليات ومكونات الشعب الفلسطيني، وهذه حقيقة يجب ان نبدأ بها في ظل ما تركته الحكومة البريطانية منذ وعد بلفور وقبله التحضير لسايكس بيكو وبعدها الجرائم والكوارث التي حلت بشعبنا جراء الاحتلال البريطاني، ويجب ان تكون مكلفة بملاحقة بريطانيا قضائيا ودبلوماسيا.
وأضاف، في ظل انشغال العرب بالحرائق التي اشتعلت بالجسد العربي نعيش ارتدادات ومعاهدات وتحالفات دولية ذهبت أدراج الرياح، والحرب العالمية الثالثة تدور رحاها الان، والأمة العربية يُستفرد بها واحدة تلو الأخرى والهدف نسيان القضية الفلسطينية، وأوضح ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني كانت جراء تحالفات دولية والبعد الاستعماري، وان نتاج الحرب العالمية الأولى والثانية هو انشاء الكيان الإسرائيلي على وطن نحن أصحابه، وكان ذلك نتاج وعد بلفور وترتيب السياسة الدولية التي بدأت بتوزيع الخارطة الجغرافية على الأقوياء، وسايكس بيكو كانت وليدة التحالفات، ونقول ان المطلوب عربيا ان تكون الامة اكثر حكمة في التعامل بما هو قادم ومهيأ للعالم العربي.
وأشار الدكتور خليفة الى ان الانتداب البريطاني ووعد بلفور كان الكارثي على الشعب الفلسطيني من الناحية الديمغرافية والإنسانية والصحية والتعليمية والاقتصادية وغير ذلك، وهذا يقود الى اعداد ملفات من قبل لجنة فلسطينية تم تشكيلها لتقديمها الى الجهات المعنية ومقاضاة بريطانيا، مؤكدا على مواصلة الحراك واعداد الملفات ويكون هذا من مسؤولية المجتمع المدني بالإضافة الى مؤسسات الدولة.
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأستاذ الدكتور ايمن يوسف ان المشروع الفلسطيني المقبل يجب ان يكون باستثمار الهوية الفلسطينية، ومن اجل العودة الى فلسطين محررة يجب علينا الصبر، مؤكدا على أهمية الحراك الدبلوماسي، والاستثمار بالحركات المقاطعة لدولة الاحتلال والاهتمام بالحراك الدولي المتضامن مع القضية الفلسطينية، كما أكد على أهمية تقوية العلاقات الدولية.