احتضنت الجامعة العربية الامريكية حفلا أعلن فيه الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن اشهار كتابه الجديد بعنوان "دبلوماسية الحصار" / حصار الرئيس الشهيد الخالد فينا ياسر عرفات.
وأقيم الحفل تحت رعاية البنك الوطني وبحضور ممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية وقادة الأجهزة الأمنية ومجموعة من طلبة الجامعة والكتاب والادباء الفلسطينيين.
ويقع الكتاب في 578 صفحة وهو من الحجم المتوسط ويعد وثيقة حاسمة ضمت عشرة فصول حول المراسلات والمفاوضات واللقاءات التي تمت خلال فترة حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات في المقاطعة مع كل الأطراف ذات الصلة كما يقدم قراءة عميقة لتلك المرحلة.
وفي كلمته نقل نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية الدكتور زكي صالح تحيات رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، وقال: "اليوم نحتفل بإطلاق كتاب دبلوماسية الحصار للدكتور صائب عريقات والذي يشكل نظرية جديدة في التفاوض والدبلوماسية ويعتبر مرجعية وتوثيق للمحطات الهامة في تاريخ الشعب الفلسطيني ومما لا شك فيه ان الكاتب الدكتور صائب عريقات قد ركز على الاجماع الوطني الفلسطيني على نهج القائد ياسر عرفات وتجنب الخوض في الاختلافات الداخلية التي لا تخدم القضية الوطنية".
واكد محافظ جنين اللواء اكرم الرجوب في كلمته ان الدكتور صائب عريقات يتحدث في كتابه دبلوماسية الحصار عن شخصية استثنائية في تاريخ الشعب الفلسطيني وهو الشهيد الراحل ياسر عرفات الذي بنى منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة الفلسطينية استراتيجيات عديدة يصعب على قادة وزعماء عالميين لهم دول مستقلة ان يبنوها ويأسسوا لها، وأضاف ان ياسر عرفات صاحب الرصاصة الأولى ومفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة ساهم في ان تعود القضية الفلسطينية الى الساحة الدولية واحيائها في عقول أبناء الشعب الفلسطيني بعد ان راهن الاحتلال على أن الكبار سيموتون والصغار سينسون، هو الذي تلمس هموم الشعب الفلسطيني، لم يترك قضية مجتمعية الا وساهم في علاجها، يجب ان نحرص على ان تبقى قيم ياسر عرفات فينا، قيم الوحدة والمحبة، عندما كان يتحدث عن مشاكل الطلاب ومشاكل الأمهات ومشاكل الفقراء كان ملما بكل تفاصيلها كان يساهم في وضع الحلول لها ويأسس للمؤسسات والوزرات التي ترعى وتتابع وتعالج هموم ومشاكل المواطنين، هذا هو ياسر عرفات الذي يجب ان يبقى خالد فينا".
اما الأستاذ نافذ الرفاعي رئيس اتحاد الادباء والكتاب الفلسطينيين فأكد ان كتاب دبلوماسية الحصار، كتاب سياسي قيم، يوثق للمرحلة التاريخية الهامة التي استمرت 4 سنوات منذ عام 2000 الى عام 2004 حتى رحيل القائد الشهيد ياسر عرفات، وأوضح ان الكتاب لو وضع فيه الدكتور صائب التفاصيل سيكون موسوعة، وانما وضعه في عشرة فصول حتى انه ضغط بعض الاجتماعات في عدد من الاسطر، والسؤال هنا هل كان صائب عريقات مؤرخا ام صاحب الحلول، وأصبح يدرك ماهية هذا الاحتلال الإسرائيلي وكيفية التعامل معه.
وفي كلمته قال الأستاذ نهاد البقاعي الكاتب والباحث ورسام الكاريكاتير ومدير دار الأركان للإنتاج والنشر في عكا: " في كتاب دبلوماسية الحصار إجابة دامغة على حجم الالتفاف على المشروع الوطني وفيه أيضا إجابة دامغة على حجم الصمود والتحدي الذي ابداه صانع القرار الفلسطيني عموما وياسر عرفات خصوصا حيث لا خلاف على ان ياسر عرفات هو أكثر من اتقن فنون المناورة في ميادين السياسة واتقن فن الممكن في مناخ المستحيلات، ولكنه اتقن أكثر فن الصمود في ميادين الواقع واروقة الدبلوماسية وخصوصا في مشهد حياته الأخير".
وفي كلمته خلال الحفل استعرض الدكتور صائب عريقات فصول كتابه دبلوماسية الحصار وأبرز محطاته وسرد بعض القصص عن الاجتماعات التي كانت تدور بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي والامريكي ومواقف الرئيس الراحل ياسر عرفات وصموده في كل المراحل حتى حصاره وقتله.
واكد عريقات ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يريد سلطة بدون سلطة واحتلال بدون تكلفة وتكريس الانقسام الفلسطيني للابد لقتل حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأضاف ان التهديد الذي يتعرض له الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن هو نفس التهديد الذي كان يتعرض له الرئيس الراحل ياسر عرفات والسبب هو التمسك بالثوابت الفلسطينية لان القيادة الفلسطينية لديها قناعة راسخة انه لا معنى لدولة فلسطينية لا تكون عاصمتها القدس الشرقية وحدود عام 1967 وعودة وتعويض اللاجئين واطلاق سراح الاسرى.
وأضاف ان من يريد ان ينتصر على الإرهاب عليه ان ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية لان الإرهاب والاحتلال وجهان لنفس العملة تقومان على قهر الشعوب وسفك الدماء والعنف والظلم والتهديد والتخويف وقتل الاحلام وامال الشعوب.
وقال الدكتور عريقات ان الولايات المتحدة الامريكية بصفتها أعظم وأكبر دولة في العالم يجب عليها ان تتحلى بالمسؤولية وتحترم إرادة الشعوب وتقف في مواقف عادلة مع حقوق الشعوب المظلومة وان البيت الأبيض يحتاج الى رجال دولة وليس الى رجال عقارات وفلسطين والقدس ليست ولن تكون عقارا للبيع او التنازل عنه او المساومة عليه ولن ترضى القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بدولة لا تكون القدس جوهرها وعاصمة لها.
كما دعا حركة حماس الى انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية على أساس اتفاق القاهرة وقال: "عندما نختلف نعود الى صندوق الاقتراع وليس الى صندوق الرصاص في إشارة الى انقلاب حركة حماس على السلطة في غزة، كما أنهى حديثه قائلا: "ان الله كرمنا وشرفنا بان خلقنا فلسطينيون مدافعون عن ارضنا ومقدساتنا".