أحيت الجامعة العربية الامريكية اليوم العالمي لمتلازمة داون، وذلك بعقد ورشة عمل تحت عنوان " انا منكم ومكاني بينكم"، تحت رعاية وزير التنمية الاجتماعية الدكتور إبراهيم الشاعر، وبالتعاون مع جمعية الرحيم أصدقاء متلازمة داون "متلازمة الحب"، بهدف تسليط الضوء على هذه الفئة التي عانت من التهميش ودعوات للاهتمام بها ودعمها.
سبق ذلك، لقاء جمع بين رئيس الجامعة العربية الامريكية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري ووزير التنمية الاجتماعية الدكتور الشاعر، بحضور محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، وعضو مجلس الإدارة للجامعة الدكتور رائد دلبح، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية الأستاذ فالح أبو عرة، وعميد كليتي العلوم الطبية المساندة والتمريض الأستاذ الدكتور محمد اسيا، ومدير العلاقات العامة في الجامعة الأستاذ فتحي اعمور.
ورحب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أبو زهري بالحضور، وقدم شرحا تفصيليا عن الجامعة وكلياتها والتخصصات التي تقدمها في برامج الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس، مؤكدا على سياسة الجامعة في تقديم الخدمات والدعم للمجتمع المحلي، وهذا أحد اهم الأهداف التي تقوم عليها الجامعة، مشيرا ان الجامعة تفتح أبوابها لتقديم الخدمات لكافة شرائح المجتمع وخاصة المهمشة منهم.
بدوره، أعرب وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتور إبراهيم الشاعر عن سعادته لزيارة الجامعة، موجها الشكر لها لاحتضان الفعاليات الخاصة بالمجتمع، مؤكدا على ان الجامعة اصبحت وستبقى الصرح العلمي المتميز في الضفة الغربية.
بعد اللقاء قام وزير التنمية الاجتماعية الدكتور إبراهيم الشاعر بجولة تعريفية بالجامعة وكلياتها والمختبرات الخاصة في كليتي العلوم الطبية المساندة والتمريض، حيث أعرب عن سعادته لوجود مختبرات حديثة تواكب التطور العالمي.
تلا ذلك انطلاق فعاليات احياء اليوم العالمي لمتلازمة داون، حيث افتتح الحفل رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، بكلمة اكد فيها على أهمية الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون، حيث ان المجتمع الدولي يحتفل هذا العام تحت شعار "لا تترك أحدا خلفك"، مبينا ان الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في ديسمبر 2011 قرارا ينص على اعتماد يوم 21 مارس يوما عالميا لمتلازمة داون يحتفل به سنويا، تأكيدا على ضرورة اتاحة الفرصة لهذه الفئة العيش الكريم على أساس كامل ومتساو مع الاخرين في جميع نواحي الحياة.
وأشار الى ان عدد المصابين بمتلازمة داون حوالي 1 في 1000 في جميع انحاء العالم، كما يولد كل عام ما يقرب من 3000 الى 5000 من الأطفال يعانون من هذا الاضطراب الجيني، موضحا ان هذه الفئة تمتلك الكثير من القدرات والإنجازات، ففي فلسطين هناك المعلمة هبة الشرفا من غزة حققت حلمها لتصبح اول معلمة من ذوي متلازمة داون، وهاهم الفريق الفلسطيني الذي شاركوا في العاب الاولمبياد التي أقيمت مؤخرا في دبي حققوا الميداليات الذهبية.
وأضاف الأستاذ الدكتور أبو زهري، بالرغم من كل هذه النجاحات الا ان هؤلاء الأشخاص يواجهون كل يوم العديد من العقبات والتي تتطلب تضافر الجهود من اجل تذليلها، مؤكدا على ضرورة توفير البرامج التعليمية والبيئة المنزلية المحفزة والرعاية الصحية الجيدة والدعم الإيجابي من الاهل والأصدقاء والمجتمع، لمساعدة أطفال ذوي متلازمة داون على تطوير قدراتهم بشكل كامل والعيش حياة كريمة مليئة بالإنجازات.
بدوره، أعلن وزير التنمية الاجتماعية الدكتور إبراهيم الشاعر على ان الوزارة ستقوم بإنشاء مجموعات دعم على مستوى محافظات الوطن من اجل تقديم الرعاية والدعم بالشكل الكامل لمصابي متلازمة داون، مبينا التقصير الذي يواجهه هؤلاء الأشخاص لكن هناك سعي حثيث من اجل تطوير الأدوات منها أدوات التشخيص المبكر، داعيا كافة الشركاء من المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية الى التعاون والشراكة مع الوزارة من اجل تحقيق الهدف ولبناء قاعدة بيانات دقيقة للمصابين ونشر الوعي حول تميزهم الجيني وطاقاتهم.
وأضاف، انه وبالرغم من وجود الاحتلال الا ان فلسطين كانت وستبقى تطلق رسائل الخير، ورسالتنا لهذا اليوم هي رسالة عطاء ومحبة وامل، مشيرا الى ان تربية ذوي متلازمة داون ليس بالأمر الهين وبحاجة لدعم استثنائي موجها التحية الى أهالي الأطفال.
من جانبه، دعا محافظ محافظة جنين اللواء أكرم الرجوب كافة الشرائح الفلسطينية والمؤسسات على توفير الاهتمام الاستثنائي لهذه الفئة من اجل الارتقاء بهم الى الأفضل، مشيرا الى ضرورة الاهتمام بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة حسب المتفق عليه بالقانون، موجها الشكر للجامعة العربية الامريكية على تخصيص يوم للاحتفال بمصابي متلازمة داون والذين لاقوا تهميشا.
مدير جمعية الرحيم أصدقاء متلازمة داون حيدر أبو ماخو تطرق في كلمة له عن الجمعية وتأسيسها حيث قال، انها الجمعية الأولى والوحيدة في الضفة الغربية المتخصصة في مجال تأهيل وتقديم مختلف الخدمات لهذه الفئة المهمشة في المجتمع، حيث قام على تأسيسها مجموعة من الأهالي، مؤكدا على أهمية تخصيص يوم لهذه الفئة المهمشة من اجل تسليط الضوء عليهم وارسال رسالة انهم يمتلكون طاقة كبيرة، ويجب الاهتمام بهم من اجل تطوير هذه القدرات والطاقة، مبينا ان حضارة الشعوب تقاس بمدى الاهتمام بالفئات المهمشة، مشيرا الى انه يوجد في فلسطين 3500 طفل مصاب بمتلازمة داون واكثر من 50 طالبا ملتحقين بمقاعد الدراسة، مؤكدا على ان هذه الفئة قادرة على التطور وان يكونوا فاعلين في المجتمع.
وتخللت الفعاليات العديد من الفقرات الفنية والألعاب شارك فيها الأطفال المصابين بمتلازمة داون وعائلاتهم بالإضافة الى اشراك طلبة الجامعة في تخصصات العلاج الطبيعي والوظيفي والتمريض في الجامعة.