قال السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن أن الانقلاب في قطاع غزة يجب أن ينتهي بكل الوسائل، ولكن ليس بالقوة، فنحن لن نستخدم القوة ضد أبناء شعبنا، كما أكد أننا مع السلام والمفاوضات، الا أننا نريد وقبل كل شيء أن يتوقف الاستيطان وخصوصاً في القدس الشريف.
جاء ذلك في خطاب ألقاه السيد الرئيس لطلبة وموظفي الجامعة العربية الأمريكية في جنين خلال حفل افتتح فيه السيد الرئيس المباني والانشاءات الجديدة في كليات طب الأسنان، الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، العلوم الطبية المساندة والموقع الجديد لمكتبة الجامعة.
وقال السيد الرئيس أبو مازن مفتتحاً خطابه: من جنين الصامدة من جنينغراد من جنين المدينة والريف والمخيم من جنين المقاومة التي أعجزت و أعجبت العالم، نتوجه الى كل أهلنا على أرضنا في الضفة وقطاع غزة الأسير، وفي المنافي والمخيمات نقول لهم سيبقى رأسنا مرفوعاً وجبهتنا عالية ولن نخضع للمهاترات والسباب والشتائم الرخيصة ولن نلتفت اليها، بل سنسير قدماً الى الأمام مع شعبنا لتحرير أرضنا و وطننا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقبلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونحن هنا في الجامعة العربية الأمريكية الصرح العلمي العظيم الذي أسس بكل فخر قبل أقل من عشر سنوات بجهود واستثمار شخصي وبأموال فلسطينية نظيفة، هذا الصرح الذي يتقدم ويبني العقل الفلسطيني، فنحن لا نملك الثروات والبترول والغاز والمعادن الثمينة، بل نملك ثروة بشرية، ولذلك دأب شعبنا منذ زمن على العلم والتعليم، ونهل الثقافة وكل العلوم المتطورة، من أجل أن يواكب العالم، ويعيش حياة كريمة، وها هو في الجامعة العربية الأمريكية ينهل منها لأنه لا يملك الا العلم لمواجهة الحياة، فكل التحية لمؤسسيها ومجلس ادارتها ومجلس أمنائها ورئيسها والعاملين فيها وطلبتها، وتحية خاصة الى القادمين من بين أهلنا من أراضي 48 للدراسة في الجامعة العربية الأمريكية.
وحول الوضع السياسي والاستيطان قال السيد الرئيس، تعلمون أننا نتعرض لتجاذبات سياسية مختلفة وتعلمون أننا نواجه بأظافرنا وأيدينا العارية كل المخططات السياسية والاستيطانية، حيث نحارب الاستيطان بكل شبر من أرضنا وخصوصاً في القدس الشريف، فلن نسمح لهم بطردنا من أرضنا وسنبقى متمسكين فيها حتى نبني دولتنا الفلسطينية.
ونحن مع السلام العادل ونحن مع المفاوضات ولكن ليس بأي ثمن، اذا أرادوا مفاوضات، نريد قبل كل شيء توقف الاستيطان في كل أرضنا وبالذات في القدس، وبعد ذلك ارضنا معروفة نريدها لنبني عليها دولتنا، وبذلك لن نخضع ولن نساوم، وهذا هو موقفنا الذي أعلناه سابقاً في نيويورك ونعلنه اليوم هنا في جنين.
وهمنا العظيم وهمنا الأكبر استعادة وحدتنا الوطنية وانهاء الانقلاب الأسود والظلامية، وانهاء الامارة الظلامية التي يبنوها على حساب شعبنا، فنحن طلاب وحدة وطنية ونحن مع مصر في جهودها حتى اللحظة الأخيرة، فهم يخترعون الأسباب ويبحثون عن الذرائع، وهذه المرة يتخذون تقرير غولدستون ذريعة حتى يتخلفوا عن الاتفاق، ونقول للعالم نحن مع الوحدة دون تحفظات، وقبل أن يحصل العدوان الغاشم على غزة في نهاية ديسمبر الماضي كانت الصحافة الاسرائيلية مليئة بالحديث عن هجوم قادم على غزة، وأن الحكومة والجيش يستعدان من أجل هذا الهجوم، وقبل أن يقع الهجوم باسبوع، اتصلنا بحركة حماس وقلنا لهم نرجوكم أن ترحموا شعبنا من القتل والتدمير وأن يمددوا التهدئة، وعندما لم نجد نتيجة، اتصلنا بقيادتهم في سوريا ليمددوها ولكنهم رفضوا، وأريد هنا أن أجيب على تصريح أحد مسؤوليهم بأننا متواطئين، فلو كنا كذلك لما نبهناهم، وعندما حصل العدوان قالوا لو محقت غزة فهذا غير مهم، المهم أن تبقى حركة حماس وهذا ما قاله مشعل وهنية، وقال مشعل إن ما يحصل في غزة بسيط ولا يؤثر علينا، وهناك آلاف الشهداء والجرحى وعشرات الألوف من البيوت المهدمة حتى الآن، ولكن حركة حماس بخير، بينما قيادة حماس هربت إلى سيناء وتركت شعبنا يذبح ويقولوا صمدنا وقاومنا، واليوم يمنعون أي شخص يقاوم لخدمة التهدئة مع اسرائيل.
وأضاف السيد الرئيس قائلاً عندما طرح تقرير غولدستون، قالت حماس أنه منحاز وكتبه صهيوني ويهودي ونحن نرفضه، أما نحن فذهبنا به الى المحكمة الجنائية الدولية، والى مجلس حقوق الانسان وقدمنا القضية، وما حصل في جنيف أننا قدمنا مشروعاً وطنياً، رفضته الدول الكبرى، وقدمت أمريكا مشروع يديننا ويبرئ اسرائيل، ورفضناه، والقضية لم تسحب من المجلس وانما أجلت، واليوم، فإن القضية في المجلس وحصلت على دعم ستة عشر دولة، وسيناقش التقرير.
وأريد أن أسأل، هل حماس مع تقرير غولدستون أم ضده، لأنهم في البداية قالوا أنه متحيز، واليوم يتهموننا بالخيانة، ونريد فعلاً أن نعرف موقفهم من التقرير، وعندما تكون هناك ذرائع لتأجيل الحوار لا يجب أن يكون التقرير الشماعة، والدليل أنهم أجلوا المصالحة والحوار عدة مرات، وغداً وبعد غد سيخترعون الذرائع لتعطيل الحوار، لأنهم مرتاحون بوضعهم في امارتهم الظلامية، لأنهم باعتقادهم وصلوا الى ما يريدون، وهذا الانقلاب يجب أن ينتهي بكل الوسائل، ولكن ليس بالقوة، فنحن لن نستخدم القوة ضد أبناء شعبنا.
واليوم نقول لهم تعالوا نتفاهم، ولنحتكم لصندوق الاقتراع، فالديمقراطية ليست عود كبريت نقبله أمس ونرفضه اليوم، فلماذا لا نأتي الى الانتخابات مرة أخرى، واذا فازوا سأكون أنا أول من يبارك لهم.
واختتم السيد الرئيس خطابه بالقول، ليس أمامنا ضمانة لمستقبلنا ودولتنا الا أن نحافظ على وحدتنا ونسير على الطريق الديمقراطي، وأن نخاطب العالم بالطريقة التي يفهمها، وقد أحرجنا عدونا لأننا تمسكنا بالسلام وبالشرعية الدولية والقانون الدولي، ولن نتنازل عن سنتمتر واحد مما أعطتنا اياه الشرعية الدولية.
كما دون السيد الرئيس في سجل زوار الجامعة الكلمة التالية: \'في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2009 تشرفت بزيارة الجامعة العربية الأمريكية في مدينة الصمود في جنين، حيث اطلعت على تقدم هذه الجامعة التي نفتخر بها، كمشروع خاص قام به مجموعة من رجال فلسطين منذ عشر سنوات، ولذلك إنني سعيد أن أكون هنا، أطلع على تقدم وتطور هذه الجامعة كصرح من صروح العلم والمعرفة والتكنولوجيا، فكل الاحترام لرئيس وهيئة هذه الجامعة العظيمة\'.
وفي كلمته قال الدكتور عدلي صالح رئيس الجامعة يسعدني ويشرفني ان نلتقي اليوم بمناسبة زيارة فخامة الرئيس للجامعة وتكرمه برعاية حفلِ افتتاح المباني والانشاءات الجديدة في كليات طب الاسنان ، والهندسة وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الطبية المساندة، وكذلك الموقع الجديد للمكتبة.
وأضاف نلتقي هذا اليوم في رحاب الجامعة العربية الأمريكية ، هذه المؤسسة التي اتخذت من ربوع جنين القسام بيتا لها لتشع بنورها صوبَ كل مخيمٍ وقرية ومدينة ولتزرعَ العلم والامل وروحَ المسؤولية في عقول وقلوب ابنائنا وبناتنا، ان لزيارتِكم هذه يا فخامة الرئيس اعظم الاثر في قلوبنا وعقولنا وأود ان اعبر عن سعادتي ، واسرة الجامعة، بوجودكم بيننا تتلمسون واقعنا وتواكبون تطور مؤسستنا الفتية، كما تدلل على الاهميِة التي تولونها لقطاع التعليم الجامعي وعن مدى التزامكم بحماية المشروع الوطني.
ونوه الدكتور صالح إلى أن الاستثمار العام والخاص في قطاع التعليم العالي هو استثمار في الأجيال القادمة من المهنيين والساسة، ويؤثر بشكل مؤكد على الموقع الذي تتبوؤه فلسطين في المحافل الدولية وعلى السلم الاجتماعي والاقتصادي في القرية الكونية، التي تعتمد الثقافة والمعلوماتية معيارين أساسيين لتحديد هذا الموقع، وإننا نرقب في كل لحظة توسعاً متسارعاً في آفاق العلم والمعرفة، بفضل التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يضعنا امام مسؤوليتنا الوطنية، فكيف لنا أن نعيش مع عالم متغير دون ان نحمل مضامين هذا التغير في عقولنا ووجداننا، لا لنكون متلقين فقط بل لنسهم في انتاج المعرفة وتسخيرها خدمة لتطور الحضارة الانسانية.
وأشار الى أن التعليمَ الجامعي أضحى الركيزةَ الأساسية في عملية التنمية الشاملة، والرافعة الاجتماعية والاقتصادية الأساسية ، والمحرك الرئيس للتطور والتقني ، وفلسطينياً، يواجه قطاع التعليم العالي العديد من التحديات اهمها تعزيز القدرة على مواكبة الزيادة المتسارعة في اعداد الطلبة من خريجي الثانوية العامة. اذ يتعين على الجامعات والمعاهد زيادة قدرتها الاستيعابية مع الحفاظ على جودة ونوعية الخدمات التعليمية التي تقدمها المؤسسات ، ونحو تقديم خبرة جامعية متوازنة تراعي البحث العلمي كمركب اساس في تحصيل طلبتنا. ويكون ذلك من خلال توفير كادر اكاديمي عال الكفاءة في التخصصات المطروحة وتوفير بنية تحتية حديثة تلبي المعايير المعتمدة لضمان جودة التعليم العالي. ولقد انطلق مشروع جامعتنا في هذا الاطار وضمن رؤية يشارك فيها القطاع الخاص بتحمل المسؤولية في توفير فرص التعليم العالي لابناء شعبنا على ارضه.
وأكد على ان الجامعة العربية الأمريكية هي نتاج الاستثمار الوطني الفلسطيني المسؤول ورائدة التعليم الجامعي الخاص، كذلك فان لموقع الجامعة في محافظة جنين الصمود، دلالات تنموية لما تمثله من اهمية ديموغرافية وتنموية اقتصادية تسهم بجعل المحافظة منطقة جذب علمي لابناءنا الطلبة من سائر انحاء فلسطين وكذلك لاخوتنا العاملين والعائدين الى وطنهم من اصقاع الارض بعد طول غياب.
وأشار الى أن الجامعة تقود بالشراكة مع سائر مؤسسات التعليم العالي، جهداً وطنياً مهما لاعداد الكوادر والكفاءات العلمية الضرورية لاحداث التنمية المنشودة وللاسهام في بناء الدولة الفلسطينية الحديثة القائمة على المؤسسات التي تعتمد المسؤولية المهنية، والاداء المتميز وبالتالي الارتقاء بمجتمعنا وتوفير العيش الكريم للاجيال القادمة.
وأشاد بالانجاز الوطني، الذي رعاه سيادة الاخ الرئيس، المتمثل في حفظ امن الوطن ومؤسساته والمواطن وحقوقه ، مما وفر بيئة خصبة للاستثمار والتنمية المستدامة. وفي هذا المجال فانني اتقدم باسم اسرة الجامعة بالشكر والتقدير من عطوفة محافظ جنين وقادة الاجهزة الامنية والعاملين فيها على ما تم بذلة من جهود في هذا المجال.
وقال الدكتور صالح موجهاً حديثه للسيد الرئيس وللحضور اننا ومنذ اكثر من عامين نعيش مفاصل ومنعطفات صعبة من تاريخ شعبنا جراء حالة الانقسام. اننا ومن هذا المنبر نسال الله العالي القدير زوال هذه الغمة في القريب العاجل وان يسود الصفاء مجدداً بين الاشقاء الاخوة وان تعود الوحدة لجناحي الوطن للتفرغ للهم الاكبر المتمثل بانهاء الاحتلال واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما ألقى سعيد حنايشة منسق حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة كلمة قال فيها، اننا نحتفل هذه الأيام باستقبال فوج جديد في الجامعة العربية الأمريكية، حيث تسير العملية التعليمية على الرغم من عبث العابثين وأنف الانقلابيين، حيث تقول سياسة شعبنا أن للنضال أوجه عديدة، وكل يناضل حسب موقعه، فالثائر يسانده قلم الطالب، والطالب تسانده بندقية الثائر.
وقال مخاطباً السيد الرئيس، إننا في حركة الشبيبة الطلابية في كل مواقعها نجدد البيعة والعهد والولاء للشرعية الفلسطينية وعلى رأسها ممثل شرعيتنا وبوصلتنا نحو القدس الشريف سيادة الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن، ونعدك بأن نبقى الجنود الأوفياء للمشروع الوطني الفلسطيني الذي تسيرون فيه نحو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وفي نهاية الزيارة قدم السيد الرئيس تبرعاً لمجلس اتحاد الطلبة في الجامعة بقيمة 30 الف دولار، حيث سلم الدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة المبلغ المذكور لأعضاء مجلس اتحاد الطلبة، لتوزيعها على الطلبة المحتاجين، ولدعم النشاطات الطلابية في الجامعة.