استضافت الجامعة العربية الامريكية مؤتمر جنين للسلم الأهلي الذي نظمته مؤسسة السلم الأهلي لتعزيز الثقافة المجتمعية حول العديد من المواضيع كالحوار والامن الاجتماعي والتسامح والمواطنة والشراكة والعدالة والمساواة واحترام الاخر، بمشاركة مجموعة من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية ومديريات التربية والتعليم والجامعات ومجموعة من طلبة الجامعة.
وجاء المؤتمر استكمالا لوثيقة السلم الاهلي في محافظة جنين التي صدرت في عام 2016 وشكلت اجماعا من قبل الجهات الرسمية الممثلة بمحافظة جنين والقوى السياسية والمجلس الأعلى للعشائر والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والهيئات المحلية والجامعة العربية الأمريكية وبرنامج مستقبلنا والمثقفين والشباب، لتعزيز وترسيخ السلم الاهلي والامن الاجتماعي والوحدة الوطنية.
وافتتح المؤتمر الذي ادار عرافته أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأستاذ الدكتور ايمن يوسف، نائب رئيس الجامعة لشؤون التدريب الدكتور نظام ذياب بكلمة رحب فيها بالحضور ونقل تحيات رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، واكد ان الجامعة العربية الامريكية منصة رائدة لطرح الأفكار والقضايا المجتمعية، تسعى دائما للتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني لتنظيم واستضافة المؤتمرات وورش العمل التوعوية والتثقيفية، وأوضح ان الجامعة بطلبتها وأعضاء هيئتها التدريسية والإدارية الذين جاءوا من مختلف مدن وقرى ومخيمات فلسطين التاريخية ومن عدة ثقافات وديانات هم نموذج للعيش المشترك والتفاعل البناء والتواصل الرائع الذي يعكس مدى ثقافة ووعي المجتمع الفلسطيني ونبذه للعنف واختيار الحوار مبدأ ثابتا لعرض وجهات النظر وتبادل الأفكار وحل الخلافات.
وفي كلمته أكد مساعد محافظ جنين الأستاذ منصور السعدي ممثل عطوفة المحافظ اللواء إبراهيم رمضان في المؤتمر على دور محافظة جنين في ترسيخ وتعزيز السلم الأهلي بين جميع أطياف المجتمع وذلك بالتنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية والمؤسسات الفاعلة ورجال العشائر والإصلاح، وقال: "ان قيم التسامح والحوار هي جزء اصيل من عائلات وأبناء فلسطين".
وأوضح الأستاذ جمال الشاتي في كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر أهمية المحافظة على السلم الأهلي السائد في المجتمع الفلسطيني وتعزيزه وتنشأة اجيالنا على قداسة الحوار والتسامح واحترام الاخر ونبذ العنف المجتمعي وترسيخ القيم الحسنة لان المجتمع ينهض ويتقدم بما يمتلك شبابه ورجاله ونسائه وشيوخه من قيم مثلى.
اما في كلمة منسق المؤتمر الأستاذ رمزي فياض فقد ركز على أهمية تقييم الوضع الفلسطيني والوقوف على أي مشكلة تحدث وعدم إخفاء بعض الجوانب التي يستخدم فيها العنف في مجتمعنا بل دراستها ووضع الحلول المناسبة ومن اجل ان نحيا في مجتمع يسوده الامن الأمان والسلم الأهلي.
وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات، حيث تناولت الجلسة الأولى عدة مواضيع "كتجربة جنين" للأستاذ رمزي فياض، و"دور العشائر في تعزيز السلم الأهلي" للأستاذ فخري تركمان، و"القيم الدينية رافعة السلم الأهلي" للأستاذ عدنان الصباح، و"الخطاب الديني وأثره في السلم الأهلي" للأستاذ طارق قعدان، كما أدارت الجلسة الأستاذة مجدولين مصلح وكان مقررها الأستاذ منصور السعدي.
اما الجلسة الثانية فحملت عناوين "كالمرأة والسلم الأهلي" للأستاذة إيمان نزال، و"الاعلام والسلم الأهلي" للأستاذ الاعلام سعيد أبو معلا، و"القانون والسلم الأهلي" للأستاذ محمد كمنجي، حيث أدار الجلسة الدكتور نظام دياب وكان مقررها الأستاذة حنين غريبة.
وفي الجلسة الثالثة تم الحديث عن "دور الثقافة في تعزيز السلم الأهلي" للأستاذ مصطفى شتا، و"الشباب والسلم الأهلي" للأستاذ منتصر أبو الهيجا، و"المجتمع المدني والسلم الأهلي" للدكتور أيمن يوسف، حيث ادار الجلسة الأستاذ فراس جرار وكان مقررها الأستاذ جمال حبش.
وأوصى المشاركون بالمؤتمر بضرورة تعزيز ثقافة الحوار وتقبل الاخر والتسامح وتشكيل ائتلاف السلم الأهلي، وانشاء دائرة رصد للانتهاكات التي تخل بالسلم الاهلي في كل محافظة، دعوة الجامعات والمدارس في المحافظة الى استهداف فئة الشباب والطلبة من خلال انشطه غير منهجية لتعزيز ثقافة الحوار والسلم الاهلي واعتماد مساق في الجامعات حول السلم الأهلي، وسيادة القانون وتبني العدالة ورفع الغطاء العشائري والقضائي والعائلي والبلداني عن كل شخص مجرم أو مخل بأمن المجتمع وترك القانون يأخذ مجراه.