قال طلبة الجامعة العربية الامريكية: "ان القائد تشي جيفارا فكرة والفكرة لا تموت، هو باق في وجدان الشباب الفلسطيني، وملهم للشعوب الحرة، وحاضر في كل بيت فلسطيني، واهتمامه بالكتب والقراءة يعبر عن فكره الثوري الناضج"، جاء ذلك خلال معرض الصور الفوتوغرافية الذي افتتحته الجامعة بعنوان "جيفارا قارئ بلا حدود"، والذي نظم بالتعاون بين كلية الآداب ومؤسسة عبد المحسن قطان، وضم العديد من الصور والوثائق التي تسلط الضوء على شغف واهتمام القائد الثوري تشي جيفارا بالقراءة، في أقسى الظروف خلال مسيرته الثورية الصاخبة.
وضم المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة، التي التقطت لتشي جيفارا اثناء الثورة وهو يقرأ الكتب، لتجسد اهتمامه بالقراءة، وتظهر شغفه بها اثناء العمل الثوري في الغابات وفي أماكن وظروف استثنائية، كما يسلط المعرض الضوء على الدور الذي احتلته القراءة والمعرفة خلال سنوات حياة جيفارا، ودورها في تعميق رؤيته حول الثورة وقضايا الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وتأثيرها في صقل شخصيته الثورية ومسيرته الاستثنائية، التي جعلت منه اسطورة عظيمة ألهمت الملايين حول العالم، ويتطرق معرض الصور لإبراز مجموعة القراءات المتنوعة التي اثرت فكر القائد تشي جيفارا منذ الطفولة المبكرة وحتى أواخر أيامه في الغابات البوليفية، إضافة إلى التعريف بالكتب المتعلقة بنشأته النظرية في السياسة، والتاريخ، والاقتصاد، والفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، كأساس لبناء نظريته الخاصة.
وكان المعرض قد افتتح للمرة الأولى في مدينة "روساريو" الأرجنتينية من قبل مركز الدراسات الأمريكية اللاتينية ضمن أسبوع القراءة، في العام 2013، ليحمل بعدها طابعه المتنقل، حيث تستضيفه الجامعة العربية الامريكية في فلسطين لتقدم لطلبتها إضاءة على حياة تشي جيفارا القارئ بلا حدود في اصعب واقسى الظروف التي شهدتها حياته المليئة بالإثارة، كما يكتسب المعرض بعدا خاصا، نظراً للمكانة التي يحتلها جيفارا كمناضل وثائر أممي ملهم في وجدان الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ عشرات السنوات لنيل الحرية والعدالة والتي قدم جيفارا حياته ثمنا لها.
وقال القائمون على المعرض: "ان تنظيم المعرض في الجامعة العربية الامريكية لمدة تسعة أيام، يحمل دلالات هامة، فهو إشارة ملهمة للدور الذي تلعبه القراءة في تحرير العقول، وتجربة تاريخية لحركات التحرر التي اعتمدت في أساسها الفكري على المعرفة والانفتاح".
وتمنى القائمون على المعرض ان تكون الصور المعروضة لتشي جيفارا اثناء قراءة الكتب دافعا لإعادة منح الكتاب والقراءة والمعرفة مكانتها وقوتها في أوساط الشباب الفلسطيني باعتبارها أداة مهمة من أدوات المقاومة والتحرر من ظلم الاحتلال، في زمن نشهد فيه تراجعاً واضحاً في الإقبال على قراءة الكتاب، في ظل التطور التكنولوجي الهائل وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.